دروس على مدار الأسبوع

http://go.ad2up.com/afu.php?id=821930

السوسيولوجي

إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

السبت، 14 مايو 2016

مشروع البحث لنيل شهادة الإجازة


المشروع الشخصي لنيل شهادة الإجازة
في
شعبة علم الاجتماع

الــزوايــا والمـــجتمع
علاقة الإنسان بالأولياء
"الزاوية الركراكية بالصويرة نموذجا"

السنة الجامعية
2013-2014

تحت اشراف الدكتورة:
?....






















إلى من قال فيهم الله عز وجل " وبالوالدين إحسانا ".
إلى من أسقتني من ينبوع المحبة والحنان أمـــــــــــــــــــــي.
إلى رمز العطاء والوفاء، إلى من سهر الليالي أبـــــــــــــــي.
إلى  الذين يحملون شمعة العلم وقنديل العــرفـــــــــــــــــــــان.
إلى جميع أصدقائي الذين جمعني بهم السفر واليراع في رحاب الجامعة.









أتوجه بأخص عبارات الشكر و الامتنان إلى الأستاذة الفاضلة
زبيدة أشهبون
المشرفة على هذا البحث.
كما نتوجه بالشكر الجزيل لكل الذين ساهموا
في
 إنجاز هذا البحث المتواضع، سواء بملاحظاتهم
أو مراجعهم أو توجيهاتهم
إلى كل هؤلاء أخلص عبارات
 الشكر والامتنان
 و
الاعتراف بالجميل

         كلمة شكر


















      على غرار باقي مناطق المغرب " بلد المئة ألف ضريح "، تزخر منطقة الصويرة بعدد غير قليل من الزوايا والأضرحة.ويظل البحث عن علاقة أفراد المجتمع في الصويرة بالزوايا جدير بالاهتمام، إذ تنشر فيها أضرحة ومزارات الأولياء. والتالي فالمقولة التي تؤكد بأن ( إذا كان بلاد المشرق بلاد الرسل والأنبياء فإن بلاد المغرب أرض الصالحين والأولياء)، تولد من فراغ وذلك يتضح من خلال كثرة الزوايا والأضرحة بالمغرب عموما وبمنطقة الصويرة بالخصوص.
ولعل هذا ما أثار انتباهنا لمعرفة أهم جوانب تلك الظاهرة في بعض مناطق الصويرة. فكانت الزاوية الركراكية مجال بحثنا والي يتناول موضوع "الزوايا والمجتمع ،دراسة لعلاقة الإنسان بالزوايا والأولياء "نموذج الزاوية الركراكية بالصويرة، وتهدف هذه الدراسة إلى توضيح نوع العلاقة التي تربط أفراد المجتمع في تلك المنطقة بالزاوية الركراكية وكذا بالأولياء. بالإضافة إلى محاولة فهم بعض معالم التأثير والتأثر في إطار تلك العلاقة ،باحثين في آن الوقت عن مكانة أولئك الأولياء داخل المجتمعات المتعلقة بهم ،دون إغفال العوامل الأساسية التي تساهم في استمرار مكانة  الزاوية الركراكية في مجتمع الشياظمة .
وقد حاولنا مقاربة هذا الموضوع انطلاقا من إشكالية مركزية في صميم غاية أفراد المجتمع من الارتباط بالزاوية الركراكية ،مجزئين هذه الإشكالية إلى إشكاليات فرعية ،بحيث تساءلنا عن طبيعة العلاقة التي تربط أفراد المجتمع بالزاوية الركراكية هناك،بالإضافة إلى مكانة الزاوية الركراكية ،وما الثابت والمتحول في تلك المكانة .كما تساءلنا كذلك في إطار التحولات التي يعرفها المجتمع ،الم يتغير إشعاع الزاوية .وفي الأخير ركزنا على معرفة العوامل التي ساهمت في استمرار الزاوية الركراكية .
وقصد معالجة هذه الإشكاليات حاولنا وضع افتراضات نود التحقق منها من خلال الاحتكاك بميدان الدراسة وافترضنا أن مفهوم البركة هو سر العلاقة بين أفراد المجتمع والزاوية الركراكية ،باعتبار شيوخها قدوة للصلاح.ثم ان الزاوية الركراكية تلاشت بعض معالم أدوارها بسبب التحولات في نمط تفكير الأفراد والجماعات.بالإضافة إلى أن استمرار الزاوية الركراكية بالصويرة رهن بمؤسسة الدولة ،هذه الأخيرة التي تضع استراتيجيات لاحتواء الزوايا.
    كما أن الطبيعة الأنثروبولوجية للبحث فرضت علينا اعتماد المنهج الكيفي بتقنيتيه،الملاحظة المباشرة والمقابلة .إضافة إلى مناهج أخرى تتكامل مع المنهج الكيفي في الدراسات الاجتماعية ،كالمنهج الوصفي والمنهج التحليلي.
    وكعينة للبحث اعتمدنا على العينة القصدية العرضية ،أي الاعتماد على المبحوثين الذين تتوفر فيهم المعلومات التي قد تساهم في غناء البحث وإثرائه .أما من الناحية المنهجية فقد تناولنا هذا الموضوع في فصول أربع، صد رنا كل منها بتقديم وجيز ،وذيلنه بخلاصات واستنتاجات.فتطرقنا في الفصل الأول إلى كم ما يخص منهجية ومجال البحث. أما الفصل الثاني فحاولنا فيه التركيز الجانب التاريخي الزاوية الركراكية ووظائفها. أما الفصل الثالث فتطرفنا فيه إلى أهمية المراحل التي يمر منها الموسم، بالإضافة إلى تخصيص المحور الرابع الذي تناولنا فيه أهم التمثلات حول هذه الزاوية الركراكية.












         تهدف هذه الدراسة التي قمنا بها حول «الزوايا والمجتمع دراسة لعلاقة الإنسان بالأولياء نموذج الزاوية  الركراكية بالصويرة» إلى توضيح نوع العلاقة التي تربط الإنسان في تلك المنطقة، بالزاوية الركراكية وكدا بالأولياء. بالإضافة إلى محاولة فهم بعض معالم التأثير والتأثر في إطار تلك العلاقة , هده الأخيرة التي قد يحكمها منطق ينبع من أعماق الوضعية الاجتماعية والاقتصادية، وكدا الثقافية لأفراد المجتمع في الصويرة. خصوصا ذوي الارتباط الوثيق بالمؤسسات الزوايا والأولياء. باحثين في آن الوقت عن مكانة أولئك الأولياء في الحياة الاجتماعية للأفراد المتعلقين بهم.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى يهدف بحثنا المتواضع هذا إلى إلقاء الضوء على مكانة الزاوية الركراكية داخل المجال الذي تتواجد فيه، ثم البحث عن الثابت والمتحول فيما يخص تلك المكانة. خاصة من ناحية الأدوار والوظائف.
دون إغفال هاجس معرفة العلاقة التي تربط الزاوية الركراكية بجهاز الدولة كل هذه الأمور وغيرها, جعلتنا محط طرح مجموعة من التساؤلات والاستفسارات التي سنحاول مقاربتها في هدا البحث.
*       أسباب إختيار الموضوع:
إن البحث الاجتماعي لا ينطلق من محض الصدفة، بقدر ما تكون هناك أسباب تدفع الباحث لمعالجة أهم القضايا التي يريد دراستها للكشف عن العلاقة الموجودة بينها، فاختيارنا لهذا الموضوع لم يكون اعتباطيا  أو عفويا بل جاء ثمرة عدة اعتبارات منها ذاتية وموضوعية :
الأسباب الذاتية: يعود اختيارنا لهذا الموضوع للأهمية البالغة التي يحظى بها ثم كونه موضوع يستحق الدراسة والاهتمام، إن فضولنا وكوننا أبناء المنطقة جعلنا نطمح إلى البحث فيه وإنجاز بحث ميداني حوله، وكذلك لكون الدراسات المنجزة في صدده قليلة جدا .
 الأسباب الموضوعية: تتجلى هذه الأسباب الموضوعية في كون هذه الزاوية الركراكية تستحق الغوص في أعماقها من طرف الباحثين السوسيولوجين  والأنثربولوجين، ولكونها كذلك تعرف وتزخر بمختلف الظواهر الاجتماعية التي تتطلب البحث والدراسة .
          سيشكل عنوان البحث منطلقا للإشكالية المحورية لهذه الدراسة، فمن خلال بعض الدراسات التي تم الإطلاع عليها عن الموضوع ذاته، تبين أن هناك مجموعة من الخيوط الناظمة بين مؤسسة الزوايا أو الأولياء والإنسان. ذلك التأثير والتأثر  الذي جعلنا نطرح إشكالية مركزية في صميم الغاية من ارتباط الإنسان بالزوايا والأولياء في منطقة الشياظمة بالصويرة. بحيث سنعمل على تجزيء  هذه الإشكالية إلى تساؤلات جزئية نود الإجابة عنها من خلال احتكاكنا بالميدان وبالدراسات السابقة حول الزاوية الركراكية. والتساؤلات كالتالي :
   ما طبيعة العلاقة بين الزاوية الركراكية وأفراد المجتمع  الشياظمي بالصويرة؟
   ما هي المكانة الاجتماعية للزاوية الركراكية وأولياؤها داخل الشياظمة وما الثابت والمتحول في تلك المكانة ؟
   في ظل التحولات التي شهدها المجتمع ألم يتغير إشعاع الزاوية وكذلك نمط العلاقة بينها وبين أفراد المجتمع في الشياظمة؟
   ما هي العوامل المساهمة في استمرار كينونة الزاوية الركراكية كمؤسسة في ظل التحولات الاجتماعية التي يمر منها المجتمع؟
          انطلاقا من الإشكالية المحورية للدراسة،واستمرارا لمعالجتها حاولنا وضع تعميمات على شكل افتراضات وهي كالتالي:
ü    مفهوم "البركة" هو سر العلاقة بين الإنسان ومؤسسة الزاوية وذلك باعتبار الولي قدوة للصلاح.
ü    الزاوية الركراكية بالشياظمة تراجعت بعض معالم أدوارها بسبب تحولات في نمط تفكير الأفراد.
ü    استمرار كينونة الزاوية الركراكية رهن بمؤسسة الدولة، هذه الأخيرة التي تحاول احتواء الزوايا.
ü     
     إن طبيعة الدراسة هي التي تفرض المنهج الملائم، والذي سيكون كفيلا لجمع المعطيات. لهدا فإن الطبيعة الأنثربولوجية لبحثنا أملت علينا اعتماد مختلف المناهج التي تتماشى وطبيعة الموضوع. أول هذه المناهج المنهج الكيفي لما يحققه من فهم للظواهر الاجتماعية. ويتعدى الفهم إلى اتجاهات أخرى يتعذر الكشف عنها بلغة الأرقام إضافة إلى  تحليل معاني الأشياء وخصائصها ورموزها عبر الأوصاف والعبارات.
   تم لجأنا أيضا إلى اعتماد المنهج التاريخي لأهميته الكبيرة، لأن أغلب الكتابات حول الزاوية الركراكية كانت ذات طابع تاريخي، تلك الدراسات كانت مصدرا مهما في إطار محاولة مقاربتنا لإشكالية البحث.
وموضوع البحث أيضا يستدعي اعتماد المنهج الوصفي وذلك بوصف مجموعة من السلوكات في إطار علاقة الإنسان بالزوايا والأولياء  عن طريق الملاحظة المباشرة.
دون أن نغفل أن إعطاء صبغة سوسيولوجية لموضوع الزوايا وعلاقتها بالإنسان رهن باعتماد المنهج التحليلي وهذا الأخير يعطي  تكاملا لكل المناهج، فالمعطيات التاريخية وكذا الوصفية تحتاج إلى التحليل لكي لا تظل تحت صبغة السرد.
   إن تناول أي موضوع أو ظاهرة اجتماعية يفرض تحديد العينة، هذه الأخيرة التي تتحكم فيها طبيعة الدراسة، وكذا طبيعة المنهج المعتمد، إذ تكمن أهمية العينة بالنسبة للبحث في تسهيل عملية الوصول إلى المعطيات. وذلك لأننا لا يمكن أن ندرس المجتمع الشامل.
وفيما يخص بحثنا المتواضع هذا فلقد ثم الاعتماد على عينة قصدية عرضية، أي تم الاعتماد على مبحوثين لهم دراية أو يتوفرون على معلومات حول الزاوية الركراكية وهذه العينة تضم:
ü    شيخ الزاوية.
ü    13 من مساعدي الشيخ.
ü    4 من أفراد العائلة الركراكية بالشياظمة.
ü    20 امرأة اعتدن زيارة الزاوية الركراكية لسيدي علي بن معاشو كل سنة.
ü    6 شباب من الزوار.
ü     4 شباب من الساكنة المحلية.                                                                                 
وبالتالي فعينة هذا البحث تضم 47 مبحوثا.
   إن اختيار الأداة في دراسة الظواهر الاجتماعية هو أمر يدخل في إستراتيجية البحث بحيث لا يمكن عزل الأدوات لا عن الباحث أو عن خصائص المعلومات التي يمكن أن نصل إليها وتماشيا مع هذه الفكرة حاولنا من خلال هذا البحث اعتماد كل من التقنيات التالية:
Ø    تقنية الملاحظة وهي ذات أهمية كبرى ساعدتنا من خلال البحث على تكوين صورة عامة حول مجال الدراسة وأخذ فكرة عامة حول مجال البحث
Ø    تقنية المقابلة: خولت لنا جمع المعطيات عن طريق مجموعة من المبحوثين. وتجدر الإشارة إلى أن جميع المقابلات التي أجريناها كانت فردية، باستثناء مقابلة واحدة كانت جماعية.
Ø    تقنية الصورة: اعتمدنا هذه التقنية كدليل لتأكيد بعض المعطيات، ومكنتنا من تقرب بعض الظواهر التي تتعلق بموضوع البحث.
أــ الزاوية: في اللغة هي الركن،اصطلاحا:هي المكان الذي يجتمع فيه أتباع الطريقة.وعرفها عز الدين الخطابي أنها فضاء للعبادة وممارسة بعض الطقوس والشعائر ذات الأصول الوثنية المختلفة للأرطودوكسية الدينية،إنها شعائر متعددة ومختلفة لكنها أحيانا تتكامل، زيارة الأضرحة وما يرافقها من الهدايا (الشموع،البخور...).
وهناك الأحزمة والخرق التي توضع على قبور الأولياء بغية رضاهم،بالإضافة إلى الذبائح التي تقام أثناء المواسم».(1)
وفي رأي أطروحة التمايز الزوايا مؤسسات تنشأ من خلال التناقض الحاصل بين المجتمع السلطة إذ تظهر في وقت يفقد فيه المجتمع الثقة في السلطة، لكونها لم تعد قادرة على توفير الأمن .(2)
بــ  المجتمع :المجتمع بالمعنى العام هو ذلك الإطار العام الذي يحد العلاقات التي تنشأ بين الأفراد الذين يعيشون داخل نطاقه في هيئة وحدات أو جماعات ويذهب بعض المفكرين، إلى أن هذه العلاقات يجب أن تكون مستقرة منظمة وقائمة بصفة مباشرة ، ولكن ليس بلازم أن يتوفر كل ذلك فمن العلاقات ما هو في طريقه إلى التنظيم (علاقات طبقية أو نقابية) ومنها ما يقوم بصفة غير مباشرة (مثل العلاقات الاقتصادية غير المقصودة) هذا ومن العلاقات ما يدل على تآلف الأفراد وتعاونهم ومنها ما يدل على صراعهم وتنافسهم  ومنها كذلك ما ينمو نموا خطيرا في الخفاء ولا يشعر به معظم أفراد الجماعة.(3)
ج ــ الأوليـاء: يقصد بهم الرجال الذين استحقوا بفعل استقامتهم أن يكونوا قدوة للبشر، ويقال"أولياء الله الصالحين". وكلمة"ولي"بالنسبة لمتبعي الطرق الصوفية تعني رؤساء الطرق، أي القادرين على إرجاع الأفراد إلى الطريق المستقيم.
دــ رجراجة: لغويا،فيه سنعرج على الأمازيغية والعربية الفصيحة علهما تجودان علينا من المعاني والنعوت قد تتوأم قليلا أو كثيرا مع تاريخ هذه القبيلة وخصائصها.
·       اللغة العربية: أسفر البحث في معاجمها المعروفة ،على الوقوف على معاني وصفات لم يرضها أي أحد،خبر عن قرب تاريخ "رجراجة" وعرف حق المعرفة كثيرا من حيثياته ودقائقه فقد وجدنا بالفعل في المعاجم عبارة "رجرج" أو"ركرك" في"لسان العرب"وفي "الصحاح في اللغة" وغيرهما، وذلك بصياغ ومعاني مختلفة وما وجدناه من عبارة "رجرجة"التي تفيد الناس الذين لا خير فيهم وعبارة "الرجراجة "وتفيد "شرار الناس"وعبارة "رجراجة" تفيد "رعاع الناس وجهالهم"وعبارة "رجرجة" التي تعني "الجماعة الكثيرة في الحرب "وعبارة "الرجرجة" التي تفيد التحريك الشديد الزلزلة والاضطراب والانتقال إلى عبارة "ركرك" والبحث في معانيها اللغوية في"لسان العرب" وفي "القاموس المحيط" وجدنا عبارة "الركراكة" وتفيد"الضعف في كل شيء "الجبن" وعبارة "تركركة" أي "تمخضه بالزبد"(4)
·       اللغة الأمازيغية:
 وجدناه هي الأخرى، تسعفنا بعدة معان وصفات، لها ارتباط بمفاخر هذه القبيلة و تأصلها في العلم والذكر والتصوف والتكريم والتشريف،فقد وجدنا أن عبارة "ركركة" تنحدر من الجذر الأمازيغي "ركـ" وتعني "البركة" وله علاقة ب "أكراك" وتعني الشرف أو البركة، كما ينحدر من فعل "أرك" ومعناها "بارك" ومنه "تاركت" وتعني في الأمازيغية "الهدية أو موكب التبرك" كما يشاق منها "أركراك" وهو المتبرك به، "وجمعه إركراكن وهو اسم القبيلة" وهو أيضا "الفقير والصوفي" وقيل كذلك أن اسم "رجراجة" مأخوذ من اسم أمازيغي هو "أرجراج" المشتق من "أروجروج" ويعني"ترديد الصوت في الحنجرة" كما تعني "أرجراج" الطالب المسافر وتفيد أيضا) "العصا" وكان الفقراء يحملونها في سياحتهم.
ه- الــــــــــــــــــــدور لغة: وجدناه من فعل "دار" و"يدور" وهو في لسان ابن منظور،بمعنى"1إذا طاف حول الشيء وإذا عاد إلى الموضوع الذي بدأ منه،و"دور"عند عرب الجاهلية "صنم"كانت العرب تنصبه يجعلون موضع حوله يدورون به، واسم ذلك الصنم وموضع الدور في معجم "مقاييس اللغة" لمؤلفه أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكرياء المتوفي م"كانت العرب تنصبه يجعلون موضع حوله يدورون به،واسم ذلك الصنم وموضع الدور في معجم "مقاييس اللغة" لمؤلفه أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكرياء المتوفي 395ه ورد أن "الدور حجر كان يؤخذ من الحرم إلى ناحية ويطاف به " ويقولون:"وهو من جوار الكعبة التي يطاف بها "وتبعا لكل هذه الدلالات يفيد فعل الدور "الطواف والحج." وهذا يحيلنا إلى عبارة حج hag"في اللغة العبرية، وتعني التحرك برسم دائرة أو الدوران أو الرقص في دائرة  faire un cecle tourner danser en rond " وكل الشروح تقربنا من القول بأن "الدور" عند رجراجة حسب حكمنا يطاف في معناه وحركته وطقوسه،جميع ما تحمله هذه العبارة المفتاح من المعاني والدلالات اللغوية والاصطلاحية المذكورة، في "الدور الرجراجي" هو طواف في حركاته وتنقلاته، وهو في مساره وخط سيره،يرسم شكل دائرة بحيث يبدأ موكب "دور رجراجة " في حركته وترحله وينتهي في موقع واحد ومكان واحد، يمثل في ان واحد نقطة الانطلاقة والنهاية، بل أن هذا "الدور "يرسم في طوافه عدة دوائر صغيرة  أو بمعنى أدق حلقات       fait"plusieurs boucles " يمكن جمعها في دائرتين أو حلقتين كبيرتين وتستهلك كل منهما تسعة عشر يوما من أيام الدور،وفي نفس ألان لا يستعبد أن يفيد "الدور" أيضا،الاحتفاء في كل محطة وفي كل وقفة بولي صالح، من خلال إعطاء كل واحد منه حقه وبمعنى اخر "دوره " sentour de role  من الاحتفال والتعظيم والتقديس والزيارة.
و_البركة لغة :" النماء والزيادة والتبريك :الدعاء للإنسان أو غيره بالبركة. ويقال بركت عليه تبركا أي قلت له بارك الله فيك، وبارك الله لشيء و بارك فيه وعليه وضع فيه البركة،  وطعام بريكا كأنه مبارك.(1) والبركة في المجتمع المغربي مفهوم راسخ. فالطعام والماء  والرزق كلها بركات، وقد عرفه عبدالغني منذيب "بان معنى البركة لم تكون مجرد مفهوم ديني و إنما عقيدة دينية بأكمله. و هي تعني أن المقدس يتجلى في العالم كهبة وقوة يختص فيها أناس معينون دون غيرهم، فالولي الصالح يمتلك البركة بنفس الطريقة التي يحصل بها الناس على القوة و الشجاعة أو الجمال أو غيره من الصفات الموهوبة، و تصدر البركة عن انحدار النسبي من الرسول (ص).(1) غير أن عبدالله الحمودي رصد الظاهرة من خلال "عنوان و تقنيات شملها في التلقين والذكر الصامت و المنشود، والرقص والجدب واقتسام الأكل، والاتصال بألبسة الشيخ أو يديه وغيره، وأضاف فالشيخ " يبصق أحيانا في فم المريد والشيخ يولج لسانه أحيانا أخرى في فم المريد ويأمره أن يمس أو قد يبتلع المريد مواد فاسدة مصدرها جسم الشيخ نفسه، ومنه نجد هذه السلوكات شاذة ومنحرفة لكن المجتمع يعتقد ويؤمن بها، المغاربة يقصدون الأضرحة من أجل التبرك بها.(2)
   ي_االضريح: لغة الشق في وسط القبر أو اللحد، وقال الأزهري في ترجمة اللحد والضريح والضريحة ما كان في وسطه ويعني القبر، وقيل الضريح كله هو قبر بلا لحد، والضراح بالضم بيت في السماء مقابل للكعبة في الأرض ويروى أن الضريح هو البيت المعمور من المضارحة.
أما اصطلاحا فالضريح هو المكان الذي يدفن فيه الولي، وتقام فيه بنية يتوسطها قبره، ويعد "الضريح المكان الرئيسي داخل المجمع الطقوسي، ويستعمل سكان المنطقة عدة ألفاظ للإشارة إليه، فقليلا ما يستعملون لفظ الضريح أما لفظ الولي فيطلق على الولي وعلى الضريح كليهما فهو أكثر استعمالا في مناطق المغرب"(3)، وإلى جانب السيد والضريح نجد اسم المقام والزاوية، وهي بمثابة فضاء للعبادة ولممارسة بعض الطقوس والشعائر الدينية.


2ــ مجال البحث
مصدر :مونوغرافية الصويرة
اتحادية قبلية تضم مجموعة من القبائل المعقلية العربية في المغرب، وتقع مجالاتها بين مدينة الصويرة وجنوب مدينة أسفي، وتحدها شمالا اتحادية قبائل عبدة، وشرقا اتحادية قبائل الرحامنة، وجنوبا اتحادية قبائل حاحا، وغربا ساحل المحيط الأطلسي، وقد انفصل جزء من الشياظمة مهاجرا الى ضواحي أزمور، ومواطنهم شهيرة على وادي أم الربيع هناك يقول عنها صاحب كتاب أسفي وما إليه : الشياظمة موطنهم على الضفة الجنوبية لوادي تانسيفت الى مرسى الصويرة، وهي من العرب المضرية كقبيلة الحرث وغيرهم، وفيها من عرب بني معقل كما يوجد فيها من الأمازيغ مسكالة ورجراجة، ويوجد فريق من الشياظمة شمال وادي أم الربيع مندمجا في عداد دكالة البيضاء.
ومن بلدات قبائل الشياظمة نجد:
 - الصويرية القديمة - دار الطاهر بنعبو - سيدي عبدالجليل - زاوية حمو بنحميدة - بيركوات - تالمست - زاوية الكوراتي - سيدي بولعلام - زاوية سيدي محمد بومرزاك - خميس تاكاض - حد الدرى - ثلاث الحنشان - أوناغة - بومكيلا - عبدالحربيلي - أيت العبيد - أيت بلفجاج - عين تافتيشت - دوار أولاد مرابط - بن رامي - أيت زيراري - سكياط - أيت الحاج مسعود - جبايلات - أم العيون وغيرها من البلدات الكثيرة.
ويشق وادي تانسيفت أراضي الشياظمة الى مصبه في المحيط الأطلسي على مقربة من مدينة الصويرية القديمة - وهي غير مدينة الصويرة الكبيرة الشهيرة التي تبعد عنها مسافة 80 كلم تقريبا كما أن الصويرة غير تابعة لاتحادية قبائل الشياظمة بل تقع في أراضي اتحادية قبائل حاحا وبالضبط قبيلة ايداوكرض الحاحية.
 ما يمكن أن يقال في أصلهم أنهم عرب أقحاح وأن  هشتوكة برابر قدموا من سوس ومن المؤكد أن جل أسماء دواوير الشياظمة لها صيغة عربية بإسثتناء واحد منها هو "أزوازي" الذي يحتوي على حرف الزي مرتين وينطق بالتفخيم مما يدل أصله البربري، فإن المثقفين المغاربة لا ينطقون أبدا بكلمة الشياظمة " إلا بإعجام الظاد و تفخيمها مع إعطائها معنى الرجال الطوال، ومن الملاحظ من جهة ثانية إنه لا يقال إلا نادرا لأحد أفرد هذه القبيلة شاظيمي بل يقال له شيظمي بالكسر،وهذا ماما يؤكد أن هناك علاقة مع النطق الفصيح الذي هو شيظمي بفتح الشين،والذي يتحول بصوت طبيعية في النطق الدراج إلى شيظمي بكسر الشين.
ويقول الحسن بن محمد الوزان في الفصل الذي عنوانه: "رهط بني هلال ومواطنهم " ما يلي : "يقييم أولاد الحارث بسهول حاحا مع الشياظمة،ويتعاضون حراجا من أهل حاحا وهم ضعفاء ومشاغبون" ويتبين من هذا النص أن ابن الوزان  يعتبر الشياظمة من الهلاليين ولم يرد ذكر الشياظمة  عند بن خلدون الذي ذكر أولاد الحارث من بين العرب القاطنين ببلاد حاحا وهم ينحدرون من قبيلة سفيان .
وتعرض "رث مارمول" لنفس الموضوع  فقال متحدثا عن عرب بني هلال وعن مواطنهم:"إن البطن التاسع منهم المسمى بـأولاد الحارث يقطنون في سهول حاحا بالمملكة المغربية مع الشياظمة ومع أنهم اعتادوا أن يفرضوا خراجا على برابرة هذه المنطقة،فهم ضعاف سيؤو السلاح رغم كونهم يتوفرون على أربعة آلاف فارس وثلاثين ألف رجل موزعين في مائتي قرية،بما فيهم أولا التدبر الذين يكونون البطن العاشر من هذه القبيلة " ويقول إبن خلدون في هذا الموضوع ما يلي:"في عهد أبي عنان (المريني) كان سفيان حيا حلولا بأطراف تامسنا مما يلي، وملك بسائطها عليهم الخلط، وبقي من أحيائهم الحارث والكلابية ينتجعون أرض سوس وقفاره، ويطلبون ضواحي بلاد حاحا من المصامدة، فبقيت فيهم لذلك شدة وبأس " من هذا النص يمكننا أن نستنتج أنه من المحتمل أن يكون الشياظمة فرعا من الفروع التي بقيت من قبيلة الكلابية ومن الجائز أن نتصور أن بعض المجموعات المشاغبة من بني هلال القاطنين بحاحا قد قاموا بإقلاق بال بعض السلاطين أو أن الروايات التي تتحدث عن مجيء هشتوكة والشياظمة في آن واحد إلى شمال أم الربيع تحت قيادة سيدي أحمد أو موسى قد يكون مصدرها هو قيام بعض الحركات التمردية من سوس تحت قيادة أحفاد سيدي أحمد أو موسى، فالسلطان مولاي الحسن نفسه اضطر إلى مقومات مثل هذه الحركات في سنة 1882م ولا يستعبد أن يكون جزءا من الشياظمة .
الجانب الإثني :
الإثنية هي ظاهرة تاريخية تعبر عن هوية اجتماعية تستند إلى ممارسات ثقافية معينة ومعتقدات منفردة والاعتقاد بأصل وتاريخ مشترك والشعور بالانتماء إلى جماعة تؤكد هوية أفراد في تفاعلهم مع بعضهم ومع الآخرين، وقد ظهر هذا المفهوم في الأساس للتحليل على الدلالات اللغوية المباشرة لمفهوم الأقلية التي تشير إلى قلة العددية وكذلك على ميراثه التاريخي الذي يشير ولو بطريقة لاشعورية في التراث المغربي إلى مفهوم التعصب العنصري بمعنى إعلاء شأن من يمثل الأصل القومي والتميز ضد من لا يمثله والتشكيك من هم في صدف انتمائه .
ويشترك البربر مع العرب في المنطقة في المتغيرات الثلاث الدين والمذهب السلالة، ولم يكن الاختلاف الاثني بين العرب والبربر ذا دور كبير في الثأثير على العلاقات بين المجموعتين تاريخيا، حتى محاولات فرنسا خلق شقاقا بينهم فإنها لم تنجح، وقد ظل المغرب بفضل موقعه الجغرافي المتميز، وامتداد سواحله البحرية ومجاورته لإفريقيا السوداء والتلاحقات الاثنية  والثقافية التي تمت على أرضه، يشكل شخصية متميزة طيلة تاريخه، إنها هوية مركبة ومتعددة الأبعاد والجذور و المرجعيات: أمازيغ وعرب التي شكلت مجموعة عرقية متميزة.
أنشطة الاقتصادية:
 مجال الأركان بإقليم الصويرة ثروة اقتصادية واجتماعية تساهم في تحقيق التنمية لفائدة الساكنة بالعالم القروي،من خلال هذه المشاريع المدرة للدخل خاصة في إطار تعاونيات زيت أركان التي تساهم في تحسين الوضعية الاجتماعية، هذه الثروة الطبيعة التي يزخر بها، الإقليم وأضفت جزءا أساسيا ضمن الاقتصاد الاجتماعي، الذي يمكن الوسط من القروي من الانخراط في أنشطة مدرة للدخل،حيث يضم الإقليم 45 تنظيما مهنيا في مجال استخراج وتحويل زيت الأركان ومشتقاته، وفي هذا الإطار يسعى مشروع الدعامة الثانية لتنمية وتثمين سلسلة زيت الأركان في إطار مخطط المغرب الأخضر إلى تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمرأة القروية بالإقليم، والرفع من إنتاج التعاونيات من زيت الأركان وتثمين الإنتاج.
فعلى امتداد 27 جماعة قروية بإقليم الصويرة ويشكل تثمين وتنمية سلسلة زيت الأركان الذي رصد له مبلغ 22 مليون درهم برسم فترة 2011 – 2015  مشروعا هاما ضمن سلاسل الإنتاج التي تعمل المدرية الإقليمية للفلاحة بالصويرة وعلى تطويرها ضمن مشاريع الفلاحة التضامنية في إطار مخطط المغرب الأخضر.
ويشمل برنامج المشروع الذي يرتقب أن يساهم في خلق أزيد من ألف منصب شغل قار وتحسين الدخل الشهري للنساء القرويات وخلق قيمة مضافة تفوق 25 مليون درهم سنويا، تنظيم النساء في إطار 50 تعاونية لإنتاج زيت أركان وإصلاح وتجهيز وحدات إنتاج زيت الأركان فضلا عن مرافقة  ومواكبة 25 تعاونية في تبني مبادئ الحكامة الجدة، ودعم تسويق المنتجات عبر تأهيل وتنمية مجموعة النفع الاقتصادي.
ويرهن مشروع الدعامة الثانية للإقليم على تثمين منتجات زيت الأركان والارتقاء   بوسائل تسويقها على الصعيدين الوطني والدولي.







   إن الحديث عن مكانة أي مؤسسة اجتماعية داخل المجتمع رهن بملامسة الوظائف والأدوار التي تقوم بها لا من الناحية الدينية أو الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية، وهذا ما تطرقنا إليه في هذا الفصل حيث حولنا رصد تاريخ الزاوية الركراكية  وكذا ذكر وظائفها المختلفة.
قبيلة ركراكة إحدى  القبائل المصامدة بالمغرب الأقصى وحد بلاد المصامدة من البحر الأعظم المسمى أم الربيع الذي يهبط إحداهما مسكورة والأخرى دكالة وأخر بلادهم الصحراء التي يسكنها قبائل لمتونة ومسوفة وصرطة وهؤلاء ليسو من المصامدة قال المعجب حد المصامدة عرضا وحدها طولا من جبل درن إلى البحر العظم وقبائلها التي يطلق عليها هدا الاسم مسكورة وصنهاجة ودكالة وحاحا ورجراجة ولمطا وحنفيسة وهنتاتة وقبائل اهل تبنمل وحول مراكش منهم هزميرة وهيلالة وهزراجة فهؤلاء يجمعهم اسم المصامدة.
 فقبيلتهم ادن بربرية من هذه القبائل التي تغمر المغرب التي لم تختلط أنسابها بالعرب  وتمتزج امتزاجا كليا إلا بعد حركة عبد المومن الموحدي  ثم حفيده يعقوب المنصور حيث قصد خضد شوكة العنصر البربري وتقليل فرص الثورة لديه، وقد أثمرت هذه السياسة لأن العنصريين البربري والعرب غير بعيدين من بعضهما حيث يقال إن البرابرة وفدوا من اليمن والجزيرة العربية بعد العصر المطير وقد أدت تلك الحركة تلقحا غريبا وكونت مجتمعا مغربيا مسلما متجانسا يصعب أن ترد فيه شخصا إلى أصوله الأولى.
ج- وأما ركراكة فكانت تشمل في ذلك العصر منطقة واسعة بين دكالة وحاحا ومعضمها جنوبي وادي تانسيفت يحدها البحر غربا، وتدخل فيها منطقة شيشاوة وتشمل جزءا على الأقل من منطقة متوكة الحالية، ويستفاد من التشوف أن قاعدة ركراكة في العصر التادلي هي "أكوز" وقد نزلت ركراكة بالسوس والصحراء من وادي شيشاوة إلى فم القاهرة وحاحا والشياظمة وأحوزها والساقية الحمراء وعددهم أربع مئة أسرة حفظ منهم القرآن الكريم والمدونة ثلاثة مئة رجل ثلاثة مئة امرأة.
د- رجراجة هذه القبيلة هي مقر السادات الرجراجيين المشهورين بالمغرب وبالأخص بقبيلة الشياظمة حيث توجد أضرحة أسلافهم وقبيلة ركراكة الذي ينتسب إليها هؤلاء الأفاضل تستقر بجنوب نهر تانسيفت وكان لها فضيلة الأسبقية إلى الإسلام في عصر ظهوره كما كانت من أولى القبائل المغربية المناصرة للإسلام والمدافعة عنهم وبالأخص عند ظهور برغواطة بتامسنا، واشتهر منهم سبعة رجال هم المعرفون برجال رجراجة. وحتى لا نطيل نكتفي بهذا دون الرجوع إلى ما جاء في تاريخ ابن خلدون وغيره من الكتب التي تبقى أهميتها وفائدتها خاصة كتاب "السيف المسلول".
أ-الوظيفة الدينية للزاوية الركراكية:
 ربما لا نجد فروقا جوهرية كبرى بين المجاهد الصوفي الذي انطلق من صوفية ليكون مجاهدا أو العكس خاصة رجال رجراجة الذين انطلقوا من أول يوم للجهاد في سبيل الله تدفعهم عقيدة قوية وإيمان عميق بوجوب كسب إحدى الحسنيين الشهادة أو النصر . وكل الكتب التي تحدثت عنهم أو تحدثت من الجهاد والتصوف بعامة تعرضت لهم وأثنت على مواقفهم وجعلتهم في مقدمة من حاربوا برغواطة نحلا أخرى ثم المد الكاسح للاستعمار الصليبي الغربي بعد ذلك في المراسي والسفوح والجبال من الحدود وحاربوا كل من اعتقدوا فيه التنكب عن الطريق السوي .
يقول الأستاذ المختار السوسي :" ونحن نعرف ما مضى لهم من مجد في جهاد برغواطة أيام ازدهار مدينة (نفيس) و(شاكر) فقد مثلوا أعظم دور حتى أيدهم الله بالمتونيين فوحدوا الكلمة وأفرغوا المغرب كله مع غيره في قالب واحد،فكانت وحدة اندماج فيها الرجراجيون وغيرهم " ويقول الأستاذ عبدالعزيز بن عبد الله :لاحظ دوكاستري (السلسلة الأولى السعديون – البرتغال جِ / ص ...) إن فشل البرتغال في الصويرة  في الوقت الذي استطاعوا بسط نفوذهم في أسفي وأكادير يرجع للفوضى التي كان يعيش فيها الناس حول هاتين المدينتين بينما اصطدم البرتغاليون حول الصويرة بمقاومة أدكت روحها عناصر من ركراكة المصامدة الذين وصفهم الحسن الوازن بالاستقامة  والتقوى ".
ب_الوظيفة الاقتصادية للزاوية الركراكية:
 إن أي اقتصاد لن يزدهر إلا إذا توفرت له مقومات ومرتكزات منها:
o             الاستقرار السياسي والأمني.
o             العنصر البشري النشيط الموفر ليد عاملة مستجيبة.
o             السوق المحلي وخارجي المدعوم بثقة في الإنتاج وجودة في المعاملة فما حظ بلاد رجراجة من كل هذا ؟
وماهي مساهماتها في فتسيير عجلة اقتصاد البلاد ككل؟
لا نريد القول بأن الاقتصاد الرجراجي كان بالغا للغاية في التقدم والقوة،ولكن إذا نظرنا إليه  خلال الظرف والإقليم والسلطة التي لم تكن تنظر إلى الرجراجيين بعين الاطمئنان حتى نقول المودة وجدناه أحسن من غيره وفي غاية من الاستقرار والتوهج، ومرد ذلك في نظرنا إلى:
o   إن بلاد رجراجة كفضاء بين حاحا تامسنا قبل أن تتقلص مرورا ببعض بلاد متوكة والحوز جعلها بلاد فاعلة في غيرها ومنفعلة به من الجنوب إلى الشمال.
o   إن رقعتها الفسيحة المتنوعة مكنتها من استيعاب كثير من البشر الذي نوع التجربة وأفسح المجال لمواهب مختلفة .
o   كونها في موقع لا يستغني عنه المتنقل عبر أنحاء البلاد.
o   إنها مهد للعديد من  الرباطات الصوفية والدعوات الإصلاحية والسير على مقتضى الدين والأخلاق والمروءة (أكوز- شاكر- سيدي إسحاق – سيدي علي بن علي) إضافة إلى مزارات الصحابة السبعة رضي الله عنهم هذه العناصر وغيرها صبت في جدول الرجراجي ليعدو نشيطا متأثرا ومؤثرا.


ج ــ الوظيفة السياسية للزاوية الركراكية:
رغم أننا رددنا مرارا أن رجراجة لم يكن لهم تشوف كبير للسلطة بقدر ما كان لهم الدين بغية الحفاظ على أمنهم واستقلالهم داخل مدهم الجغرافي إذ لم يعاركوا من أجلها ويحاربوا كما فعل آخرون في زواياهم  التي لم تكن لها سلطة توازي سلطة زوايا الرجراجيين سواء الدينية الجهادية أو السياسية بمفهومها العام ،إلا أن هذا الحكم لا يسحب عليهم في كل حال وظرف فإنهم كثيرا ما امتشقوا السلاح الديني وفي ثناياه تكمن السياسية بكل تجلياتها فالإسلام لا يفرق بين السياسة والدين.
ونستطيع القول أنهم لم يكونوا طامعين لا في ملك ولا في سيادة سياسة ولا تطلعوا إليها، ولو شاء وهما لكانوا محرزين فإن كثيرين ممن تولوا إمارات وحكموا  نواحي لم يكونوا لا في قوتهم ولا سمعتهم، وذلك لأن القوم كانوا متوجهين  وجهة أخرى هي الذب عن الإسلام والعمل على نشر مبادئه وتجديد فرائضه والانخراط  في الجهاد بغاية  النصر  أو الشهادة ،وليس عجيبا أن نجد العشرات من القباب الرجراجية من طنجة حتى لكويرة  تنسب للمتصوفين والعلماء والطلبة والمجاهدين والقضاة والأئمة  والمحسنين ولا نجد واحدة تنسب لثائر معروف ولا مدع  للحكم ولا مطالب بالعرش.
وليس جديدا الآن أن المرابطين ما كانوا ليؤسسوا دولتهم بالسرعة المعروفة وينتصروا ويسودوا لو لا رجراجة الذين كانت لهم خاصة في الجنوب رباطات وشخصيات مهدت النفوس والشخوص لتقبل الدولة الجديدة والوقوف بجانبها والعمل معها على إفشال مؤتمرات ممالك وإمارات ودعايات وتطاحنات خرجت الغرب وكادت أن تقضي عليه بالمرة وليس قولنا هذا استخفافا بالقوة المرابطية ولا تنقيصا من جهودها ولا محاولة لإخفاء  وهجيتها ونضاليتها، ولا تشكيكا فيما قدمته لهذه البلاد وغيرها من الأقطار الإسلامية ،وإنما لأن الدول لا تقوم بين عشية و ضحاها، والإحساس بالألم والتردي لا ينبت كما تنبث الأعشاب ما لم تكن جهود مسبوقة قد مهدت الطريق وذللت الصعب وفتحت الأعين في المقدمة لتبرر حركة دينية انتشر شعاعها وإشعاعها، فهذه الحركات الدينية والسياسية الكبرى خرجت من دعم رباطات الجهة ،وأعطت للتاريخ المغربي زخما كبيرا وكان لقبيلة رجراجة دور ريادي في نشأة الرباطات والعمل على انتشارها في عدد من المناطق المغربية ،وكان لها بالتالي دور هام في صنع التاريخ المغربي في العصر الوسيط وبداية العصر الحديث .
أ‌.       الوظيفة الثقافية للزاوية الركراكية:
لقد كان لقضية العلم والفكر والثقافة عامة شأن كبير لدى الرجراجيين وإنها لقصة رائعة تروى ،وإنها لمفخرة جليلة تردد ها الألسنة والأقوال ولا تمل، وإنها لمسيرة أشاد بها القالي قيل المحب، ويندهش المرء لهذا الحشد من العلماء والمثقفين الذين زخرت بهم كل الزوايا الرجراجية  والرباطات، ولهذه الكتب التي ألفت في مختلف  فروع الثقافية الإسلامية من فقه وأصول وتفسير وفرائض ونحو وبلاغة وكل أنواع المعرفة ،وذلك  راجع إلى:
-العناية التي كان يحظى بها أرباب الزوايا وإلى مكانة العالم التي تعد لها أية مكانة أخرى سواء من ناحية الثروة أو الشجاعة أو الكرم أو أية فضيلة أخرى، فقد كانوا يرون في العالم المشكاة المضيئة والنبراس الهادي والإمام الذي يقضي والحاكم الذي لا ترد حكومته .
- احتقار الجهل والبعد عن كل أسبابه حتى إن الذين لم تسعفهم ظروفهم للاعتراف من ينابيع العلم الثرة، كانوا في الغالب حافظين لكتاب الله برسمه وقواعده ومنهم من توفر على حفظ قراءات تجاوزت السبع.
-الإيمان بحق الجماعة والفرد في أن يتحقق فيما الحديث الشريف :العلم فريضة غلى كل مسلم ومسلمة إضافة إلى أن منطقتهم كانت  غاصة دائما بالقوافل والحركات والدعوات وهذه من ضمن رجالاتها علماء قادرين على التأثير في غيرهم بقوة العلم والفهم.
-هذا العدد من المدارس العلمية التي أقمت هنا وهناك إلى جانب الكتاب القرآني،وكل مجموعة من الدواوير لها فقهها وإمامها  ولو حاولنا تتبع كل المدارس لا خرجنا عن المقصود لذلك نعطي نماذج ليس إلا .
أ-مدرسة الزاوية الساكياطية وتخرج منها الكثير من العلماء والعدول والقضاة والمدرسين وممن حملوا لواء العلم نذكر بالإضافة إلى من سبق: إبراهيم بن محمد السكياطي، سعيد بن ابن براهيم الزرايبي، محمد بن عمر أبي جمآعة.
ب- مدرسة الزاوية القرمودية لها دورها وعلماْءها منهم محمد بن علي بن لحسن المتوفي سنة 1012ه، عبد الله بن حسن المعروف بحوش النخلة وكانت له مكاتبات مع إمام تلمسان الشيخ عبد القادر بن محمد و إمام أطرار الشيخ محمد بن سعيد وخصومات علمية توفي عام 1106ه عبد الله بن أحمد وكان إماما في العلوم العقلية والنقلية وهو الذي مارس الصلح بين القبائل المجاورة لمراكش و بين أهلها وعبد الله بن حمزة صاحب كتاب الأذكار الممحقة للذنوب بالتهليل و الاستغفار.
يتضح مما سبق أن للزاوية الركراكية في فترة من فترات أدوار طلائعية دينية سياسية اقتصادية ثقافية، فقد كانت الزاوية الركراكية مؤسسة علمية يؤم إليها الناس لتلقي العلوم الدينية، وكانت أيضا إطارا تنظيميا للقبائل في تسيير شؤونهم السياسية والتنظيمية بالإضافة إلى الدور الاقتصادي الذي تلعبه في تحريك عجلة اقتصاد المنطقة، ودون أن ننسى الأهمية الثقافية التي تحظى بها في تلقين العلم وأصوله.










            








في هذا الفصل سنتطرق إلى أهم مراحل انطلاق الدور وكذا أهم الطقوس والترتيبات التي يمر بها الدور الركراكي قبل انطلاقه وبعد انتهائه.
      ينطلق الدور عادة يوم الخميس أو الجمعة من الأيام العشرة الأخيرة من شهر مارس وبتتبعنا لتوقيت "الدور الرجراجي" في الماضي والحاضر وجدنا أن انطلاق موكبهم يتحقق عادة في الأيام العشرة الأخيرة من شهر مارس ويستمر حتى نهاية شهر أبريل وذلك بحسب التقويم الشمسي الفلاحي وليس التقويم القمري الذي يعتمده المسلمين مع الحرص على اجتناب أيام الحسوم.
ويبدو أن الساهرين على تنظيم الدور الرجراجي يهيئون عموم الناس للاحتفال به، بإشهار خبره وموعد ابتعاده في الأسواق القريبة والبعيدة، ويختارون يوم الخميس والجمعة، للإعلان عن بدء الدور، وفي ذلك يقول جراجرة إذا كان دخول مارس بالسبت أو الأحد فإن الدور يكون في الخميس الأول منه، ويقول في موضع آخر هو يوم الجمعة هو يوم "الدور" يدعى عندهم اليوم الأول من الدور بيوم الصفية، ووجدت في أحد المراجع أن اختيارهم ليوم الخميس يرجع سببه إلى كونه اليوم الذي تم فيه بمشيئة الله انقاد السيدة سارة من طمع حاكم مصر وفي هذا اليوم أيضا تظهر استعدادات المسلمين لاستقبال عيد المؤمنين الذي يمثله يوم الجمعة وفي حكم هذا المرجع أن الأيام السابقة ليوم الخميس تمثل يوم فضاء زمنيا آخر، يحمل طابع الشؤم والموت والدمار، فمثلا يوم الأربعاء يحمل طابع الموت والدمار ففي هذا اليوم أغرق الله فرعون مصر، وأباد فيه قوم عاد وتمود أيضا.
وفي اليوم الأول من الدور الرجراجي تلتقي الطائفة الرجراجية بمقدمها قرب ضريح سيدي علي بن بوعلي أو أبي علي، الواقع بجامعة أكرادس وقيادة أقرمود على بعد خمسون كلم من الصويرة وسط ابتهاج الرجراجين وخدامهم وشيعتهم حيث يتفنون " الاحتفال والفرحة والابتهاج" متوجين ذلك بحفل ديني كبير، يتلى فيه كتاب الله، وتنشد أزجال ملحونة موروثة وأدعية موزونة ومنها دعاء مطلعه: بلغ المقصود يا مولانا بالرضا والجود يا مولانا.
وكما في القديم وحتى اليوم يحضر انطلاقة " الدور الرجراجي" ممثلو السلطة المخزنية من العمال والقواد، وفي عصرنا يحضره عامل إقليم الصويرة وبعد أداء صلاة الجمعة بضريح نقيب رجراجة سيدي محمد بن حميدة، وتناول طعام الغداء بمنزل المقدم نقيب رجراجة، القريب من الضريح  ينتقل الجميع إلى ضريح سيدي علي بن بوعلي وسط بهجة مرتادي الدور من الضيوف والأهالي، الفلاحين، الأغراب، وبحضور مقدمي زوايا رجراجة وشيوخهم، وينظم استقبال رسمي بضريح سيدي علي المذكور وبالحرم المحيط به شجرة أركان ويتم عرض الهدايا من الثيران  ويميز شرفاء رجراجة بين نوعين منها هي الذبيحة والجبلة.
الأولى: تذبح بساحة المحرم وتوزع لحومها على الفقراء الرجراجين، وفي رمزية هذه الهدية الذبيحة، إعلان من قبائل الشياظمة خضوعها لرجراجة وخضوعها للمخزن.
الثاني: لا تذبح وتقدم للرجراجين هدية عينية حتى يبيعونها بالمزايدة لمن يرتجي بركتهم ويدفع أكثر من المال. بحيث تضاف قيمة بيعها إلى ما يحصلونه من الزيارات والهدايا والصدقات النقدية والعينية ويتم ذبح هذه الذبائح وسط زغاريد النساء وتكبير وتصلية الرجال في وقت يقبل فيه الكثير من الصبية والنساء على نثف بعض من زغب الثيران المضرجة في دمائهم، سعيا لنوال بركة رجراجة ويتم دفعهم بصيحات وسياط من ضرب خفيف للفقراء الرجراجين، بواسطة أغصان من نبات الرتم، الذي لا يعدم هو الآخر بركة، في اعتقاد رواد الدور حين يلسع جلد أحداهم وجرت العادة أن يرافق هذا الحفل الرسمي البهيج والمهيب تلاوة القرآن ويكون الختم بالدعاء لملك المغرب، جريا على عادة السلف القديمة والمتواترة بالدعاء الشامل للسلطان البلاد وحاميها"
·        خروج مول العودة أو العروسة:
    يشهد اليوم الأول من الدور، خروج مول العودة أو العروسة ومن أبرز وأقدس مشاهد انطلاق الدور في اليوم الأول، خروج " مول العودة " بتعبير العامة أو العروسة " أو عروس الماء " عروس الحقول" بوصف رجراجة وخدامهم، ويتم خروجها فقط من "زاوية أقرمود"، وتمثل هذه "العروسة " برمزيتها إحدى ركائز "الدور الرجراجي" ويصادف توقيت خروجها ومعه انطلاق "الدور " فثرة أحد المنازل المناخية المشهورة وهو منزلة بطن الحوت التي تمتد بين 23 مارس و4 أبريل حسب التقويم الفلاحي، ومن الخصائص الفلاحية لهذه المنزلة أو المحطة المناخية في الدورة النباتية للغلال، أن مزروعات الحبوب تكون في هذا الوقت من السنة في أشد الحاجة إلى مياه الأمطار وكأني بهذه "العروسة" وسيلة للإستبراكـ والاستجداء في السماء واستمطارها، وضمان جني محصول وفير وجيد، حتى قبل في هذه  " المنزلة " مثل شعبي كما زال شائعا بين الفلاحين المغاربة حتى اليوم مضمونه: " في بطن الحوت تقول السنبلة اسقيني ولا نومته" وبذلك فإن العروسة في اعتقاد الأهالي وعموم الناس المشدودين إلى شرفاء رجراجة، تمثل رمزا للحياة والعطاء والفر بل يذهب عمق الاعتقاد بعموم سكان الشياظمة، إلى اعتبار أن رجراجة هم مصدر المطر والجفاف والوفير والخير والقحط والخصائص بمنطقة وجودهم ببلاد الشياظمة، فهم يعتقدون أن بركتهم تتعدى في بعدها خصوبة الأرض إلى خصوبة المرأة وإلى طلبات الزواج والولد من العوائق والعوانس والعواقر فعلاوة على استجداء أدعية "الشرفاء الرجراجين " ببدل "الزيارات السخية " والأعطيات والهدايا لهم وحمل أتربة أضرحة سداتهم وأوليائهم ونثرها بالحقول والبساتين تحرص النسوة من رواد هذا الموسم الرجراجي على الإقبال على "العروسة" و"الفرس البيضاء" بتدافع وتزاحم حتى يلن من بركتها وجودها وذلك بلمس جسم الفرس أو التمسح به وحتى بالمرور بين قوائمها وتحت بطنها رغم حضور ركلها لهن كما يحرص على أخد شعير من ذيلها على حين غفلة من حراسها اعتقادا منهن أنها تجلب لهن البركة والسعد والسير والولد، وتذهب عنهن الشرور و ما يسمى بلغة المنطقة "السحور" وسوء الحظ والعقم والعقر، ويشيع الرجراجيين، أن هذه الفرس لا يركبها إي إنسان غريب عنهم وإذا فعل حسب اعتقادهم يمحقه غضب الأسلاف الرجراجين ويسكنه الجنون ويبقى على هذا الحال حتى انتهاء الدور وإذا كانت "عروسة الشتا" أو "تغنجة" عند قبائل البربر كما عند قبائل العرب في المغرب ، تمثل ب" دمية"  مصنوعة من أسمال البالية، فإن عروس رجراجة إنسان حي من لحم ودم وهي في حقيقتها ليست سوى رجل لا يعدم بركة، إذ ينحدر من "شرفاء رجراجة " وقد يكون فيها كذلك تجسيد واستمرارية حسب رواية أخرى تجسيد واستمرارية وإشارة لسلطان رجراجة سيدي واسمين، الذي كان في حياته يركب فرسا بيضاء. وجرت العادة أن يختار هذا الرجل العروس  من "زاوية أقرمود" وحدها لأن هذه الزاوية في حكم الرجراجين أعلى الزوايا الرجراجية مرتبة لاحتضان ثراها ثلاثة من قديسي رجراجة السبعة وهم سيدي بوبكر أشماس وسيدي صالح ولده ثم سيدي عبد الله أدناس ، وتعرف هذه الزاوية "بالطائفة" أو ب"طائفة زاوية أقرمود" وهذا الرجل الممثل للعروسة هو مقدم زاوية أقرمود وفي نفس الوقت هو المقدم الكبير للرجراجيين كافة والذي بعد بتعبيرهم،"النقيب الشرعي لجميع الرجراجيين" وهو يعين بظهير شريف،وحاليا وبالضبط في السنوات الأخيرة،بسبب مرضه أصبح لا يرافق "الدور" لكنه يشرف عليه من بعيد وأصبح نجله هو الذي يمثله في تجسيد "العروسة" ويلبس الرجل "العروسة" لباسا أثمه أبيضا ناصعا وخالصا يتكون بالأساس من جلباب وبرنس شديدي البياض،ويركب فرسا هي الأخرى بيضاء،وفي هذا البياض النقي رمزية واضحة ارمز إلى طهارة الروح وسمو البركة التي يتحلى بها "الشرفاء الرجراجيون" ومنذ زمن بعيد يمثل خروج "العروس" لعموم الناس إعلان بداية "دور رجراجة" وفي نفس الآن،فهو يمثل قائدا رمزيا وفعليا لموكب "الدور" في مختلف تنقلاته ومحطاته من أضرحة وزوايا رجراجية
·      خروج الخيمة من زاوية بن حميدة واحدا من أهم مشاهد الدور:
ما يشهد "الدورالرجراجي" خروج "الخيمة" من زاوية بن حميدة "بركوات" من قيادة اثنين لغيات،ويتم توجيهها نحو محطة سيدي عيسى بوخابية، التي يصلها موكب "الدور" وهذه الخيمة تعتبر من المقدسات الكبرى عند رجراجة وشيعتهم وبالتالي فهي الركيزة الرئيسة الثانية بهذا "الدور"،وهي في مستوى أهمية "العروسة" وقد تكون هذه الخيمة تجسيما وتمثيلا لمغادرة رجال السبعة الكائنة ب"جبل الحديد"،حيث كانوا يأوون إليها للتوضؤ من ماء يتسرب من شقوق جدرانها،ويذكر أحد الشيوخ زاوية بن حميدة،وهو الفقيه عبد الله السعيدي الرجراجي أن "الخيمة" تأتي من قبيلة "ذوبلان" الرجراجية قبل أن يتحول شأنها إلى زاوية بن حميدة زمن السلطان العلوي المولى الحسن الأول ويضيف بأن العادة في الماضي كانت تقضي بأن القائد الذي توجد الزاوية المذكورة ضمن الترابي ملزم بتوجيه جمل قوي تحمل عليه "الخيمة" مرفقة ب"القمقم لتسخين وضوء من بالخيمة والطاسة" أما اليوم فإن هذا الجمل يقدمه كل سنة زعيم قبيلة أولاد الحاج،""ويحسب هو وبني قبيلته من خدام رجراجة،ويقوده جمل من رجراجة ينحدر عادة من قبيلة "أيت يعزي"الرجراجية، وتصنع الخيمة من ألياف الدوم،وهي ذات لون أحمر ويدل اختيار هذا اللون على رمزية وإشارة إلى دماء المجاهدين الرجراجين التي بذلت بعض العصور والدول في سبيل نشر دين الإسلام ومحاربة كل البدع لأعداء الإسلام،وكما يعني هذا اللون ببهجته وتوهجه و حرارته الحياة بعطائها و إذا تمعنا هذه "الخيمة" نجدها تشبه إلى حد كبير خيام القبائل الصحراوية،وهي يجمعها لمقدمي الزوايا الرجراجية الثلاثة عشر المبنية ببلاد الشياظمة بإقليمي الصويرة وأسفي،ترمز في وقت واحد إلى وحدة وتماسك الزاوية الرجراجية واجتماع كلمة مقدميها في تنظيم وتسيير هذا "الدور" كما ترمز للأوتاد السبعة التي تشد إليها "الخيمة" عند قيامها،إلى رجالات رجراجة السبعة الصحابة المذكورين والذين هم مؤسسو "الدور الرجراجي" وتخرج "الخيمة" من زاوية بن حميدة وسط حفل ديني كبير ومهيب يحضر "المقدم الكبير" لشرفاء رجراجة وجمهور من الضيوف والزوار بينهم ممثلو السلطة المخزنية ونفر من خدام رجراجة وشيعتهم وبعد تقديم  "الزيارة" من طرف عامة الناس والضيوف وتلقي الأدعية المفعمة بالبركة  يؤتى ب"جمل" وسط زغاريد النساء،وتحمل "الخيمة" فوق ظهره في وقت يحاول فيه الحضور وخاصة من النساء نتف بعض الخيوط منها في حين تسعى أخريات إلى جمع الأتربة، التي كان يبرك فوقها الجمل وذلك بمجرد نهوضه وتكون وجهة "الخيمة" في الأول محطة سيدي بن قاسم بربع قبيلة "أولاد الحاج" على ضفة واد تانسيفت،ومنها تنتقل مرة أخرى وتمر عبر كل المحطات الباقية حيث تنصب في كل منها،وفيها عادة يجلس"مقدم الخيمة" رفقة مقدمي رجراجة، أي ما يعبر عنه ب"الطائفة الرجراجية" ويتخذ جلوسهم شكل نصف دائرة وبداخلها يستقبل "مقدمي رجراجة" الزوار من الأفراد وفرق القبائل، من داخل بلاد الشياظمة وخارجها، وإمدادهم بل إمطارهم  بأدعيتهم وبركاتهم مقابل ما يقدمونه من زيارات وصدقات وهدايا نقدية وعينية،يتم وضع النقد داخل "الصندوق الضخم" الموجود تحت العمود الأوسط للخيمة، كما تستقبل الخيمة كذلك في أوقات الإطعام  "قصعات الكسكس"، التي يتفنن في إعدادها القرويون من الأهالي،فيتم عرضها جميعا عند مدخل الخيمة حتى يباركها مقدمي رجراجة، وجميع هذه القصعات تتشابه عدا القصعة المخصصة "لشرفاء الرجراجيين"، فإنها
تكون أكبر حجما وأكثر زينة بالفواكه الجافة،وعند تفكيك الخيمة لنقلها إلى المحطة الموالية تقبل النسوة في تزاحم على أتربة الأرض التي كانت تستقر فوقها،وخاصة من الأتربة التي كانت توجد تحت الركيزة الوسطى، اعتقادا منهن أنها تعالج كثيرا من الأمراض كما يحرص مرتادو الخيمة من عامة الناس فضلا على الحصول على أدعية  من "مقدمي رجراجة"، وعلى أخد خيوطا من ألياف نسيج الخيمة إلى بيوتهم،قصد التبرك بها أو استعمالها كبخور في دفع الشرور الخفية أو الاحتفاظ بها مع أمتعتهم، اعتقادا منهم أنها ستحميهم من كل الشرور والمصائب.
·       الدور الرجراجي وأربع وأربعين محطة من الأضرحة والزوايا على مدى أكثر من شهر:
     يمر دور رجراجة سنويا بأربعة وأربعين محطة ومرحلة،بعضها قريب من بعض بمسافة قصيرة،وبعضها الأخر بعيد يستدعي الوصول إليها قطع مسافة أكبر وساعات طوال من السير المتعب،وكما في الماضي فإن السائرين في "الدور" والمرافقون لهم أو الملتحقون بهم عبر بعض المحطات،مازالوا حتى اليوم يسيرون عليه تختلف بحسب نوعيهة التضاريس.
إن "الدور" يتجاوز في مدته الشهر،ليستغرق في أحسن الأحوال وأكثرها نحو أربعين  يوما ،وهو يبدأ بحفل ديني كبير ويختتم كذلك بحفل ديني كبير أيضا،ويخترق في مساره وتنقلاته أراضي وكيانات إدارية متعددة، تابعة حاليا بإقليمين اثنين هما "إقليم الصويرة وإقليم أسفي" فهو يمر في طوافه بثلاثة قيادات، هي قيادة "أقرمود" وقيادة "رجراجة" وقيادة "الشياظمة الجنوبية" فضلا عن "بشاوية الحنشان"  وجميعها تدخل ضمن تراب إقليم مدينة الصويرة  كما يمر كذلك بقيادة "اثنين لغيات" التابعة لإقليم أسفي .
تختلف عدد الأيام التي يقضيها "الدور" بكل كيان إداري مذكور، ويلاحظ أن النصيب الأكبر منها،تستهلكه قيادة "أقرمود" بشهر من الأيام،وبالضبط بإحدى وثلاثين يوما من الزمن الكلي "للدور"  أي أكثر من 79 في المائة من مدته،في حين يبقى لباقي القيادات الأخرى يومان أو ثلاث أو أقل : يومان لقيادة رجراجة،ويومان لقيادة الشياظمة الجنوبية،وثلاثة أيام لقيادة  اثنين لغيات ويوم واحد لباشاوية الحنشان.
يعود استئثار قيادة "أقرمود" بهذه الحصة الكبيرة من الأيام إلى غناها بالكثير من المزارات،بينها أضرحة وزوايا رجراجية، وأهمها  "زاوية أقرمود" التي تعد كما سبق ذكره  أسمى الزوايا الرجراجية مرتبة، وأكثر ثرى بلاد رجراجة إجلالا وقدسية، لاحتضانه ثلاث من رجال رجراجة السبعة : سيدي بوبكر أشماس وسيدي صالح ولده، ثم سيدي عبدالله أدناس، إن الدور يرتاد قيادة "أقرمود" مرتين في طوافه، فمنها ينطلق  وبعد أن يقضي بها ثلاثة أيام يواصل سيره، ثم يعود إليها مرة أخرى في اليوم التاسع من الدور، وذلك بعد وقوفه  بعدد من المحطات بقيادات "رجراجة " و"اثنين لغيات" ليقضي هذه المرة بأقرمود معظم أيام "الدور" وهي ثمانية وعشرين يوما، إن المحطات
الأربع والأربعين التي ينتقل بينها دور رجراجة  بالزيارة فقط أو بالزيارة والمبيت معا هي في جلها الأكبر، هي في جلها الأكبر أضرحة لأولياء وزوايا  رجراجية.
في الشائع أن قبل انطلاق أي موسم في زاوية ما لا بد من ترتيبات تعد له، وهذا الدور الركراكي لا يخلو بدوره من هذه التنظيمات، فهو يتميز بمجموعة من الطقوس والعادات المتنوعة، ينطلق الدور عادة يوم الخميس أو الجمعة من الأيام العشرة الأخيرة من شهر مارس، ففي اليوم الأول يشهد الدور خروج "العودة أو العروسة" ويعتبر من أهم مشاهد انطلاق الدور، بعد ذلك يأتي خروج الخيمة من زاوية بن حميدة والتي تشكل بدورها أبرز مشهد في الدور الذي يعرف مروره بأربع وأربعين محطة من الأضرحة و الأولياء في ظرف أكثر من شهر.



















      سنتناول في هذا الفصل تلك الأفكار أو التصورات التي يمتلكها الزوار حول الدور الركراكي، انطلاقا من مواقف صادفتهم و عايشوها أثناء زياراتهم لدور أو سمعوا عنها، إذ يأتي الزوار من داخل و خارج المغرب، لزيارة دور الركراكة، و تختلف رغباتهم و طلباتهم، فهناك من يأتي من أجل الزواج، التطبيب، السياحة، أخد البركة... وغيرها، وأيضا يختلفون من حيث النوع ،نساء، شباب، شيوخّ.
       تعتبر النساء الأكثر حضورا في دور الركراكة، وذلك راجع إلى إيمانهن بقدرة بركة الركراكة على مساعدتهن لتخطي جميع العقبات و المشاكل التي يواجهونها، تقول ف.  "لا أحد يستطيع مساعدتي لتخطي مشكلتي، الركراكة هم الوحيدين القادرين على مساعدتي، لم أترك طبيبا إلا وزرته لكن دون أية جدوى، لكن مند أن بدأت بزيارة هذا الدور و أنا أحس براحة نفسية و الحمد لله".  وتتماشى معها كل نساء في نفس الطرح إذ تضيف ف."إن علاج مشكلتي يقف امام بركات الركراكة، وتؤكد بكلامها أن هذا الدور هو أمالي في الشفاء", من خلال كلام هؤلاء النساء فهن يؤمن إيمانا قويا بوجود بركات ودعوات لشرفاء الركراكة بدعوى أن دعواتهم مقبولة و مستجابة، بحيث يلعبون دور الوساطة بينهم و بين الله، ويتجلى دورهم كذلك في جعل نفسيتهم مطمئنة ومرتاحة وفي إعطائهم أملا كبيرا في حل مشاكلهم وعقدهم النفسية .
     ز" دعواتهم مستجابة ومقبولة، تقول أنا هنا لأزور الدور رغبة في الزوج والمرور تحت بطن العودة علا ذلك يكون فالا حسنا لي و أتزوج " وتقول نعيمة في نفس الأمر " في كل مرة يأتي شخص ليطلب يدي للزواج، لكن لا أعرف لماذا لا يتم ذلك، أظن أنها "التبعة" أو "العكس" أنا هنا لكي أزيلها في شاطئ بالقرب من الزاوية الركراكية  ومن جهة أخرى تقول ر. « «  بفضل دعوات ركراكة وبركاتهم المستجابة أنا اليوم متزوجة ولدي طفلين والحمد لله،لدى أزور سنويا هذا الدور كي أقدم لهم "زيارة" اعترافا بفضلهم الكبير لي بعض أن يئست من الانتظار » »      
      انطلاقا من هذه التصريحات والأقوال فمعظم النساء هدفهن الأسمى من زيارتهن للدور هو الاستحمام في شاطئ أو المرور تحت بطن العودة أو ربط جزء من ملابسهن بشجرة موجودة بالزاوية الركراكية كل هذه الطقوس والمعتقدات يتم إتباعها من أجل إزالة " التبعة والعكس" حسب لغتهم.
ن .« « أنا امرأة متزوجة منذ ست سنوات ولم أرزق بعد بالأطفال وهذا الأمر جعلني أيأس من الحياة، سمعت عن بركة شيوخ ركراكة المستجابة بإذن الله جئت من الديار الفرنسية لحضور الدور، وأخذ  "الفتوح" منهم  علني ألد يوم « « 
أما ز.جئت السنة الماضية إلى الدور رفقت زوجي قدمنا لهم "الزيارة" لدعاء لنا بالإنجاب، وهذا العام بفضل الله وبركتهم ودعوتهم أنا الآن حامل، في الشهر الثاني وحضوري هنا هو تقديم هدية رمزية لهم » »
من خلال هاتين السيدتان وهن جزء لا يتجزأ من المئات اللواتي لديهن الرغبة الجامحة في الولادة  والإنجاب فإيمانا منهم بالمعتقدات السائدة  كالحبل الذي يربط حول بطن المرأة حسب اعتقادهن إذا ربطوه مدة من الزمن قد يكون بشرة خير لهم بالإنجاب.
وتقول ف. وفي اتجاه أخر » » أنا أعاني من المس، أحيانا لا أحس ولا أشعر متى يغمى علي، إلا أن أجد نفسي والناس محاطين بي، أتيت لهذا الدور راجية من الله أن تكون دعوات هؤلاء السادة مستجابة » »
 تحكي س. وفي ملامحها آثار المرض « «  أعاني من السحر أو التوكال وهذا ما يعذبني في حياتي جئت لهذا الدور طالبة من الله أن تكون دعواتهم مقبولة، وأشفى من هذه
المعاناة اليومية التي أعاني منها بسبب هذا العمل المشين الذي تعرضت له"
في اعتقاد مجموعة من النساء أن دعوات شيوخ ركراكة مستجابة وكنموذج هاتان السيدتان اللتان كان لنا معهم حوار، ويتضح من خلال تصريحهم أن لهم إيمان قاطع ب "بركة" الركراكة، وقد اتضح لنا كذلك من خلال التصرفات التي صدرت منهم عندما كنا نراقبهم داخل الضريح مثلا: الدعاء باسم الولي، والاستغاثة  به، وإصدار بعض الأصوات الغريبة
أثناء طوافهن حول قبر الولي.
تعتبر  فئة الشيوخ هي الأكثر استهدفا من طرف الزوار، وذلك راجع للمكانة التي يتميزون بها ومعرفتهم الواسعة لتاريخ الزاوية، بالإضافة دورهم في الإرشاد والتوجيه والدعاء للزور.
يقول شيخ من شيوخ الركراكة :" إن هذا الدور الركراكي له تاريخ عريق جدا، ويحكي عنهم، فيقول : إنهم سبعة رجال في الأصل : سيدي واسمين – سيدي بوبكر أشماس وإبنه سيدي صالح - سيدي عيسى بوخابية – سيدي سعيد الملقب بالسابق – سيدي عبدالله                                                                                                                                                         أدناس – سيدي يعلى بن واطل بن مصلين،  بدأت  قصتهم عندما قصدوا مكة والتقوا  بالرسول(ص) وهم يرفعون أصواتهم بالذكر، وعلى يديه جهروا بإعتناق الدين الجديد، وتعهدوا بنشره بين أهليهم " و يضيف الشيخ الثاني :"أصلهم برابرة لا يتكلمون العربية أي أنهم كانوا يتكلمون  اللغة الأمازيغية، فقد كلموا بها الرسول(ص) فأجابهم بها وأسلموا أمامه، ورجعوا إلى بلدهم المغرب، فهم أول من أدخل الإسلام للمغرب، ويضيف إلى كلامه أن هذا هو السبب الذي جعلهم يتصفون بصفة الدين والعلم، وهنا نفوا واستنكروا كل الأقوال والإدعاءات التي تدعي أنهم يقومون بأعمال سحرية أوشعوذة، يقول : واجبنا نحن هو الدعاء الصالح، وتلاوة القرآن فقط ولا نضيف أشياء أخرى على ذلك،  يأتي الزائر فيضع النقود داخل صندوق خاص بالزاوية فنقموا نحن بتلاوة ما تيسر من آيات قرآنية ودعاء صالح له، هذه النقود يتم تقسيمها على شيوخ الزوايا وهم بدورهم يوزعونها على المحتاجين وسكان المنطقة على حد قولهم، ويضيف نحن نأخذ منهم "فتوحات " أو " الزيارة" ونعطي مقابلها أيضا أشياء أخرى رمزية تدل على "البركة" مثل( شموع + سكر + ثمر + ماء الورد+ خيوط ...) على غرار هذا يضيف، إن الزاوية الركراكية تفتح أبوابها للزور من أرجاء المغرب داخله وخارجه  نحن هدفنا أن يكون الزائر مرتاحا قي نفسيته وراض عن دعواتنا،وأشار من جهة أخرى إلى الفضل الكبير للزاوية الركراكية في جعلهم يتقربون إلى الله وأنهم يحسون بنوع من الرضا والسرور وهم يقومون بالدعاء الصالح للناس " انطلاقا من تفسيرات هؤلاء الشيوخ، وما لحظناه أيضا أن عملية الزيارة التي يتم من خلالها الطواف حول الضريح تتم بطريقة منظمة، إذ يلجأ الزوار إلى وضع "الفتوح"في صندوق يكون مكانه بجانب الشيوخ ثم بعدها تتم تلاوة القرآن والدعاء للزائر لتحقيق الأغراض التي جاء بها (الزواج ،الشفاء،النجاح...)












تظل هذه الفئة هي الأقل حضورا في "دور الركراكة"وذلك راجع إلى عدم إيمانهم بمعتقدات وطقوس التي تقام في هذا الدور وحضورهم يبقى فقط في إطار السياحة والترفيه.
يقول : ع."أنا من أبناء الساكنة أحترم طقوس الدور والمشاركة في ترتيباته وتنظيماته،لكن لا أعطي "فتوح"يكفيني أنني أنتمي إلى المنطقة ".
ويضيف صديقه م.أبي مقدم ديال التبوريدة، وأنا سرت في نفس الاتجاه أحضر هذا الدور فقط من أجل ممارسة هوايتي وهي التبوريدة وليس لأخذ "البركة"
أما ع.وهو من الزوار فيقول"أنا أول مرة أزور هذا الدور سمعت كثيرا عن تلك الطقوس والأجواء التي تقام فيه، هذا هو مراد من هذه الزيارة ،لا أؤمن أبدا بهذه المعتقدات السائدة هنا"
ويقول س.وهو يتحدث بابتسامة عريضة "الخيمة هي التي جاءت بي إلى هذا الدور سمعت أنها تسقط بقدرة إلهية خصوصا بعد صلاة العصر تأتي الرياح قوية جدا فتسقط الخيمة وحدها"
انطلاقا من هذه الاستشهادات التي أدلى بها هؤلاء الشباب وهم لا يمثلون إلا نسبة قليلة ،التي أدلت بأفكارها، فهم لا يؤمنون بتاتا بتلك المعقدات السائدة في، الدور في نظرهم هي مجرد أوهام وخرافات بنيت ورسخت في عقول الناس منذ القدم،وأصبحوا يؤمنون بها ويعتبرونه الملجأ الوحيد لحل مشاكلهم الأسرية والنفسية والمادية ، ويضيف ع إذا حاولت التحدث مع أمي في هذا الموضوع تكون ردة فعلها قاسية جدا،خوفا من أن تصيبني لعنتهم "تكات"في نظرنا وتماشيا مع حديثهم فهم لا يؤمنون بهذه المعتقدات أبدا.










خلاصة الفصل:       
من خلال هذه المقابلات التي أجرينها مع شيوخ الزاوية و النساء و الشباب، اللذين يأتون إلى هذا الدور تبين لنا أن هذه الثمتلات والأحكام المسبقة التي يرسمها الزوار حول "دور" ركراكة، والتي تتجلى بتشبثهم  بهذه الأضرحة، واعتيادهم على إعطاء "الزيارة"  وأخذ "الباروك" من عند شرفاء ركراكة لأنهم يعتقدون أن هذه  "البركة" هي التي تحل مشاكلهم، وتجعلهم يحسون بالراحة والاطمئنان.
     تجدر الإشارة إلى أن القيام  ببحث علمي ميداني ليس بالأمر السهل بل يتطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا للتنسيق بين المعطيات الميدانية والنظرية. وقد واجهتنا في هذا البحت مجموعة من الصعوبات الميدانية المتعلقة بالمبحوثين أثناء المقابلة وجمع المعطيات بالإضافة إلى بعد المسافة مما تطلب منا جهدا وعناءا كبيرا ومصاريف مادية.
وتتجلي كذلك صعوبة هذا البحث كغيره من بحوث الطلبة في ضيق الوقت المخصص للبحث والذي يجعل الطالب أمام اكراهات تجعله يحذف بعض أجزاء من البحث أو يتناول بعض العناصر بشكل سريع هذا إن لم يغض الظرف عنها علما أن ذكرها قد يكون ذا أهمية بالنسبة للموضوع،بالإضافة إلى قلة المراجع الخاصة بهذا الموضوع.
ü     إن "دور" زاوية ركراكة له خصوصيات، تتضح من خلال طبيعة طقوسهم التي تمتد لمدة شهر وفق مراحل متعددة انطلاق الدور، خروج العودة أو ما يسمى بالعروسة وخروج الخيمة.
ü     الزتوية الركراكية لها تاريخ عريق، يستمد مشروعيته من مجموعة من الوظائف التي تقوم بها، وتتنوع بين ما هو علمي، ديني، اقتصادي، سياسي، التي تعكس على فعليات  المجتمع الشياظمي.
ü     الشيوخ أكثر إيمانا واعتقادا بهذا الدور الركراكي الروحي والديني، بينما النساء يرونه مصدرا لتحقيق أمالهن ورغباتهن المتنوعة، أما الشباب فلا يؤمن بالبث بهذه الطقوس والمعتقدات السائدة في هذا الدور.


      إن هذا البحت الأنثربولوجي في موضوع الزوايا والمجتمع وكذا أوجه العلاقة بين الإنسان ومؤسسات الزوايا والأولياء كشف لنا عن أمور عديدة من صميم إن توازن المجتمع المغربي بشكل عام.
فقد جمعت بين ما كان أفراد المجتمع في حاجة ماسة له من مؤسسة الزوايا استطاعت إن تأخذ لنفسها مكانة داخل النظام الاجتماعي باعتبارها مؤسسة ساهمت في امن وغير ذلك من الحاجيات بالإضافة إلى أنها في صميم ما تستند السلطة المغربية من استقرار سياسي واجتماعي وبفضل تلك المكانة أرغمت الدولة على أن مكونا من مكوناتها فكذلك الشأن بالنسبة للزاوية الركراكية بمنطقة الشياظمة هذه الأخيرة استطاعت و بفعل الأدوار التي تقوم بها في فترة من الفترات وكذلك باشهار دورها وشيوخها بسبب علمهم بأمور الدين والعلم من جهة والاهتمام الكبير الذي تحظى به من طرف الدولة.
كما خلصنا كذلك أثناء البحت إن علاقة الأفراد بالأولياء مازالت مستمرة في هذه الزاوية وأنهم متشبثون بهذا الموروث الديني الثقافي الذي يقام الاحتفال به كل سنة لمدة أربعة وأربعين يوما مهرجانات وتجمعات شعبية ويطوف خلالها ممثلو الزاوية الرجراجية على أضرحة سادتهم جامعين في ذلك بين الأغراض الدينية والدنيوية.







الزاويا و المجتمع     
علاقة الإنسان بالأولياء "ركراكة نمودجا"
جامعة ابن زهر كلية الأداب و العلوم الإنسانية
شعبة علم الإجتماع
دليل المقابلة الموجهة إلى شيوخ و زوار موسم الركراكة
موضوع البحت: "الزاويا و المجتمع"  علاقة الإنسان بالأولياء "ركراكة نمودجا"
ملاحضة: المرجو التعامل مع أسئلة المقابلة نموضوعية فهي تخدم البحت العلمي لا أقل ولا أكثر.
  الإسم:                              السن:                           الجنس:      

المستوى الدراسي:              المهنة                            الجنسية:       
                                      السكن
1-  لماذا سمي بموسم ركراكة                       
2-من هم ركراكة؟
3-كم عدد أولياء الصلحاء لهذه الزاوية؟            
4- أين يوجد مقر هذه الزاوية؟
6- لماذا يقام في هذه الفترة بالضبط من السنة؟
7- ما المقصود بالدور؟
8- ما السبب هذا الترحال من قبيلة إلى أخرى؟
9-هل يوجد ضريح في كل قبيلة ؟ ما هي أسماء هذه الأضرحة؟
10-لماذا ينطلق الموسم يوم الخميس ؟
11-لماذا تنصبون هذه الخيمة ؟ولماذا لونها أحمر؟
12-ما هي الطقوس التي تقام عند انطلاق الدور وعند نهايته؟
13-أين يبدأ وأين ينتهي؟وهل يحتفظ بنفس الترتيب؟
14-هل تختلف العادات والطقوس اللإحتفال من قبيلة للأخرى؟
15-لمذا سمي الدور الأول بيوم الصيفية؟من هي؟
16-ما هي أنواع الذبائح التي تقومون بنحرها؟ولمذاا؟
17-ما هي الوسيلة التي تستعملونها في التنقل من قبيلة للأخرى؟
- هل هناك تغيرات ؟ وماهي هذه التغيرات؟
18- ماهي أسماء الدواوير التي يقام بها الموسم؟
19- هل يمكن أن تتحدث لنا عن الزوار الذين يأتون لهذا الدور؟
20- من أين يأتون؟ وأين يستقرون؟
21-ماهو دور موسم الركراكة في تحريك عجلة اقتصاد المنطقة؟
22- من يمول هذا الدور؟
24- ما التدابير التي يقوم بها الأمن الوطني في تنظيم الدور؟
25- ماهي التحديات التي يعاني منها الدور؟
26- هل تتدخل الدولة في شؤون الدور، وكيف ذلك؟
27- هل مازال الإقبال على هذا الدور أم هناك تراجع ولماذا؟
28- هل الشباب ينخرط في الدور أم لا ولماذا؟
29- هل الدور له مردود اقتصادي أم لا؟
30- كيف تتقاسمون الهدايا؟ وهل عرفت هذه الهبات تراجعا أم لا؟
31- هل أنتم مطمئنون لمستقبل الدور؟
بعض الوتائق التي تم أخذها من الميدان

صور ميدانية





"شرفاء رجراجة و دورهم المشهور" للكاتب براهيم كريدية ص 12-10-11-9
   "رجراجة و تاريخ المغرب" للكاتب محمد السعيدي الرجراجي
   عز الدين الخطابي كتاب السوسيولوجيا التقليدية  والحداثة دراسة تحليلية لدينامية العلاقات الاجتماعية منشورة دار التربية ص 83.
   p.odinot المجلة المغرية لعلم الاجتماع السياسي ص  55
   مصطفى الخشاب كتاب المدخل إلى علم الاجتماع ص116.
   MANOEL PENICAUD « DANS LA PEAU D’un autre »
   ابن المنظور، لسان العرب، مجلد 2/3 ص 515، دار صادر بيروت

   عبد الغني منديب، الدين والمجتمع، دراسة سوسيولوجية للتدين بالمغرب، ص َ125.
   عبد الله حمودي، الشيخ والمريد، ص 123- 125 ترجمة عبد المجيد جحفة.
    حسن رشيق، سيدي شمهروش الطقوسي. ص 12






الفهرس

                                                                                                                        



(1)  (عز الدين الخطابي كتاب السوسيولوجيا التقليدية  والحداثة دراسة تحليلية لدينامية العلاقات الاجتماعية منشورة دار التربية ص 83.
(2)  p.odinot المجلة المغرية لعلم الاجتماع السياسي ص  55.
(3)  مصطفى الخشاب كتاب المدخل إلى علم الاجتماع ص116.
(4)- كتاب شرفاء ركراكة  ودورهم المشهور للكاتب ابراهيم كريدية 
(1)  ابن المنظور، لسان العرب، مجلد 2/3 ص 515، دار صادر بيروت.
(1)  عبد الغني منديب، الدين والمجتمع، دراسة سوسيولوجية للتدين بالمغرب، ص َ125.
(2)  عبد الله حمودي، الشيخ والمريد، ص 123- 125 ترجمة عبد المجيد جحفة.
(3) حسن رشيق، سيدي شمهروش الطقوسي. ص 12 

- See more at: http://www.socioibnzohr.cf/2016/03/blog-post_73.html#sthash.KsWkGsPi.dpuf

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افلام اون لاين